قصة دنيا .. الفصل السادس



 
                                                           6 


تحرَّكَ الشَّهمُ داخلي ، وجدتـُني أتصلُ بها أستفسر عمَّا يهدِّدها به ،، ياللمصيبة ، 


الهانم تركت إبراهيم الأبيض يلتقط لها صورًا .. يا لها من حقيرةٍ .. ألم تخشَ الفضيحة ؟؟ 


- دنيا .. أغلقي المحمول و انزعي خطَّ التلِفون الأرضي و تعالي فورًا .


أتـته ، و ارتعاشاتها تهزُّ دواخلَه !


- اهدئي .. أنتِ معي لا يقدر إنس و لا جن على إيذائك . 


- أنا آسفة يا .. 


- لا تقولي شيئًا ،، ليس هذا وقتَ الأسف أو العتاب .


 أحاطها في هذه الأيام بحنوِّه الزائدِ و ظلَّ يراقب الكوافير حتى عرفَ مواعيدَ الرَّجلِ و راقبه .


في شارع مُظلِمٍ يخرجُ خالدُ أمامَه فجأةً ، يفزعه ، يدعوه لتناول القهوة .


يشربانها و يحدِّثه خالدُ عن الصور التي يهدِّد بها دنيا هو و إبراهيم .

يصلُ معه لاتفاقٍ .. بعدما يكتشفُ الجيرة التي ربطته به من قبلُ . 


يتعرفان .. يستطيع بأسلوبه الذكي ، و حنكته في التعامُل مع هذا النمط من البشر  


أن يصل لحلٍّ سِلميٍّ  


و تنتهي مشكلتـُها و تبدأ مشكلـتُه !


 - دنيا .. عليكِ بعد هذه المشكلة أن تنفضي عنكِ كلَّ هذه الصداقات التي تخترعينها من لا شيء .


اهدئي قليلاً ... ما حاجتكِ لكلِّ هؤلاء و أنا معكِ ؟


- خالدُ أنت لا تفهمني ، أنا لا أحبُّ تكاثر الناس حولي هكذا ، و لكنها ضرورة ، 


و أنا مضطرة .. صِرتُ شخصيةً معروفةً في الوسط ، و لا يمكنُ أن أختفي فينساني الناس ..


- لستِ مضطرةً لفعل شيءٍ يا دنيا .. أنتِ صاحبة اختياراتك وحدكِ . 

- خالد كُفّ عن تسلُّطكَ و غيرتكَ غير المبررة .


- رجعت ريما لعادتها القديمة !


- خالد لا تستهزئ بي .. أنا دنيا لا ريما !


- لعنَ الله دنيا و الذين خلَّفوا دنيا .. أنت غبية فعلاً 


- لا تعتقد أنكَ اشتريتني بموضوع الصور التي أتيتني بها .. 


أنا لا يهمني شيء و لا أخاف من أحد .


يضحك ( فعلاً أنا الذي أخاف ! )


ينظرُ حولَه فيراها في كلِّ مكان بصورتها التي كانت عليها 


خلال الأسبوع الذي استضافها فيه .


كل مكان في شقته يحمل لها صورةً و هي حزينة ، كئيبة ، باكية ، 


خائفة، تحتمي به ، ترتمي في حضنه ، ترجوه أن يسامحها 


تحاول أن تقبيل يده أحيانًا ، و لكنه يضمُّها لصدره و يُضاحِكُها :


يا عبيطة أنا الذي أحتمي بكِ ، أنا لا أستطيع العيش لحظة 


دون أن أتنفس من هواء تتنفسينه أنتِ ، و يحملُ عبيرَكِ .


- (تدمع ) أنت عظيم يا خالد ،، تحضنه بشدَّة .


- أنتِ سرُّ عظمتي لو كنتُ عظيمًا .

يفيقُ من الذكريات على صورتها مُحمَرَّة الوجه ، 


غاضبة لكونه يُطالبها بغلق المُدَوَّنة و مسح بعض أصدقائها على الفيس بوك !


تشوِّح له ، تهدِّده بالفراق ، تلومه ، تتهمه ، تعنـِّفه ، تنصرف ! 


يضحكُ بغيظٍ شديدٍ ، يشعل سيجارة و يكتب قصيدةً فيها و ينشرها ... 



فأنتِ اليومَ والأشعار


أعدائي من الدُّنيا


وأنتِ الذكرُ والتــَّسبـيـحُ


للشَّيطانِ في قلبي


وأنتِ مَحبــَّـةُ المـجـهـولِ


يا قِــيثـارةَ البــُــؤسِ


لعنتُ الحبَّ والأحبابَ


من يأسي


لعنتُ القلبَ


حينَ يــَـهِزُّني شوقي


إلى الذِّكرى .... إلخ




تعلِّق على القصيدة : 



الأستاذ خالد .. شِعرُكَ جميلٌ و رومانسيٌّ ، و لكنه يصلح لزمن آخر و أشخاص آخرين .. 


أرجو لكَ مزيدًا من التوفيق في أفكار أكثر حداثةً .. دنيا 



بعد الابتعاد عنها فترةً تزيد عن الشهرين تعودُ له ، تتصلُ ، يردُّ بلُطفه المعتاد ،


 تـُضاحِكُه فيضحك ، تواعِدُه فيخرج لمُلاقاتها .. ترفضُ شروطَه للعودة 


يبتعدان 




تمرُّ الشُّهور بين أيديهما ، و كلٌّ سارحٌ في ملكوته .. توقَّف هو عن الشِّعر ، 


و زادت كتاباتها القصصيةُ .. لقيها بعد فترة طويلة في صالونٍ ثقافيٍّ .. 


- كيف حالكِ يا دنيا ؟ 


- بخير .. كيف حالكَ أنتَ ؟ 


- الحمدُ لله .. ما جديدُكِ ؟


- لا جديدَ ، ليس بعدكَ حبٌّ يا خالد .


- و ليس بعدكِ حبٌّ يا دنيا . 


- نرجع ؟ 


****************************** 

انتظروا بقية الفصول قريبا إن شاء الله 


  أحمد سعيد ( آدم الدرعمي ) 


  16 يناير 2010

هناك تعليقان (٢):

mostafa rayan يقول...

زي ماقلت رباب على الفيس
اتنين مجانين وهيجنونا معاهم
على العموم نحن ننتظر الباقى ولكى لا تتطل علينا
لك يااخي كل الموده

احمد حمزة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Related Posts with Thumbnails