معركتي الأولى بعد التحديث

نحن رجالٌ لا تهــِـزُّنا الجبالُ العاتية

فكيف تهــِـزُّنا ورقة ٌ مـكـتـوبٌ عليها

أجــِـب عن الأسئلة الآتـيـة

هذا هو شعاري الذي رفعته أمامهم اليوم

في أول أيام امتحاناتي

وبعد أن تجهزت نفسيا للامتحان

ورغم عدم تجهزي علميا

إلا أني كنت مطمئنا لأنه النحو حبيبي

أعلم أنه لن يخذلني

بالطبع لم أنس َ صديقي مصطفى ريان

عندما وجدني قبيل الفجر جالسا لأردّ على تعليقاتكم

فثار وأمطرني نصائح وتهديدات وتوعدَ

قلت له إني أتهيأ نفسيا للامتحان فلا أحب أن أشعر بالخوف

وهو ما كان

فقد صليت الصبح وجلست أراجع مادتي معشوقتي

التي لم أتمّ مذاكرة ثلثيها

ورغم ذلك فانا واثق من الفوز في المعركة

أخذت سلاحي في يدي

كلمت به أمي

قلت لها ادع ِ لي يا أمي

فأنا ذاهب للامتحان

قالت يابني ربنا يوفقك ويعينك أنت وكل الطلبة

وترجع لنا بسرعة

أوحشتني

أبي كان صوت َ الطمأنينة المنبعث في قلبي

قالها بثبات تام ٍّ

لا تقلق فالمكتوب على الجبين لازمٌ أن تراه العين

خلــِّها على الله

دخلت القاعة فوجدت صاحب اللحية الطويلة واللسان الأطول

لا أحب مراقـبته علينا لأنه يشــتت تفكيري

ومع ذلك فسألزم الهدوء كما نصح أبي

كان أمل دنقل رفيقي في هذه القاعة

يصرخ في أذني :

أنت فارس هذا الزمان الوحيد

وسواك المسوخ

فتبعه الشيخ مصطفى إسماعيل

فتلى سورة الضحى التي أسميها سورة التفاؤل

والضحى والليل إذا سجى

ما ودَّعـَـك ربـُّـك وما قــَـلى

فعلمت بأنَّ الله الذي يخرج الضوء والنور بعد الليل الأسود

سـَـيـُـخـرجـُـنـي من ظــُـلـمـَـة القــَـلــَـق لـنــُـور النــَّـصـر

ولـن يــَـتــركــَـني فـي مَـعـركــَـتـي أبدًا

فتفاءلت

.

فشهرت سـيـفـي وأوقـعـت ُ الوريـقـات تـحـتـه

فـلـمـَّـا قــَـضــَـى الامـتـحـانُ نــَـحبه

( توكــَّل )

قال ذو اللحية الطويلة واللسان الأطول

انتصف الوقت من أراد أن يسلم ورقته ويمشي

فعليه أن يغور في داهية

انصرفت يراقصني الهوى يداعبنى الألم

نعم فقد كنت أواصل الليل بالنهار استعدادا لهذه الـمـعـركـة

وها هو النصر قد حــُزتــُه

فقد أسقط ُّ من جيش العدوّ خمسة عشر قتيلا

أجـَـبـت ُ عـَـنـهـُـم جـَـمــِــيـعــًـا بــِــسـَـيـفـي الـبـَـتــَّار

كان مـَـعـَـكــُـم مـِـن أرض الـمـَـعــركــَـة

آدم ُ الدَّرعـَـمــِـيُّ

**************************************

ألفاظ في النصّ :

جاء في لسان العرب

هــزَّهُ وهــزَّ بهِ يهــِـزُّ هَــزًّا

وغارت الشمس غِيَارًا وغُؤُورًا غربت

وفي المعجم الوسيط

وغارت الشمسُ ونحوُها : غابت

وغار فلانٌ عجـَّـل في المشي

والضحى في المحيط :

ضوء الشمس ، ارتفاع النهار وامتداده

وفي لسان العرب : سجا أي سكن أهله وركد ظلامه

ودَّع في الغنيّ ترك وأقلع عن

وفي المعجم المحيط

الداهية : المصيبة ، يقولون أصابتهم مصيبة

، وعلمت دواهي الدهر مصائبه

وفي الغنيّ : العاتية : الجبّار ، وليلٌ عات ٍ شديد الظلمة

وفي المحيط : البتــَّار شديد القطع

وفي المحيط : لازم أي الواجب الوقوع

أوحشتني

أوحشتني ؟

في نقاش بيني وبين عدنان المدوّن الشاب

كنا قد توقفنا عند كلمة أوحشتني

لأنــَّـا نستخدمها ولا ندري أفصيحة ٌ أم غير فصيحة ٍ ؟

لكنّي اليوم قرأت هذه الأبيات

لجبران خليل جبران

عــجــبـًـا أتـوحـِـشــُـنــي وأنــــت َ إزائـــــي

وضــيــاءُ وجــهــِـك مــالـــيء ٌ ســودائـــي

لــكــنـــه حــــــق ٌ وإن أبــــــت الــمـُــنـــى

أنــــَّـــا تــفــرقـــنـــا لــِـغـــيـــر ِ لــــقـــــاء ِ

فبحثت عنها فوجدت أنها من :

أوْحــَـشَ صَــاحــِــبــَـهُ :

جَـعَـلــَهُ يـَـجــِـدُ الوَحـْـشــَةَ أو يَـشـْــعــُــرُ بها

كما في معجم الغنيّ

لذا أتوجه بها لكل غائب عني يوحشني غيابه

أوحشتموني جميعا

رسالة ٌ أخرى لعلها تستجيب

لا أدري كيف أبدأ

لكنـِّي لا بـُدَّ لي من البدء

الآن أكتبُ الكلامَ الذي يستهويك ِ

أكتب الأعذارَ وأكتب الحكايات ِ المبكية َ

التي تـُضحـِكـُـك

وما عساي أقول

غير ترديدي مع فيروز

أغنيتها الحزينة التي حفظتـُها من بعدك

صباح ومسا ... شي ما بينـتسى

تركت الحب وأخدت الأسى

شو بدي دُوْر لشو عم دور على غيره

في ناس كتير لكن بيصير مافي غيره

حبيبي كان هـَنـِي وسـِـهيان مافي غيره

حـِمـِلني سنين مـَـنـُـن هاينين كـَـتــِّـر خيره

حتـَّى إذا ما وصلنا أنا وفيروز إلى قولها

لعلّ وعسى إترك ها الأسى

ويرجع لي حبي صباح ومسا

بكينا طويلا

هاهي الليالي

التي نقضيها بدونكِ

هذه هي

فهل أنت ِ مشفقة ٌ علينا

هل أنت مستجيبة لفيروز

التي كنتي تحبينها مثـلي ؟


أبعث إليك بهذا الخطاب

وأنا راقد فوق سرير الحسرة

عودي ولو يوما أموت بعده

ما اعتدت أن أرجو أحدا قط

كما تعرفين

لكنني اعتدت مذ

اعتصر الحبُّ قلبي

فأرجوك اسمعي لي

حين أناديك عبر أثير الإذاعة

حين تشدو بها فيروز

بكرة إنت وجايي رح زيـِّن الريح

خلـي الشمس مراية والكناري يصيح

بكرة إنت وجايي

إنت وجايي يا حبيبي

أعرف أنك ِ حتمًا سترجعين

قصة رائعة







قطعة حلوى



في أحد أيام الصيف شديد الحرّ


التي يشعر فيها المرء بأنّ الشمس



على مقربة ميل ٍ واحد ٍ


وتكون الشوارع متكدّسة بالرؤوس البشريّة ِ



التي تتصبَّـبُ عرقـًا ،



في إحدى إشارات المرور ِ دائمة التــَّوَقــُّـف ِ



كان هناك شابٌّ يافعٌ في الثلاثين من عمره أو أقلّ ،




كان شديدَ الوسامة تنمُّ عيناه الزرقاوتان



اللتان تتوسطان وجهًا مُشرقـًا وشعرًا لامعَ السَّواد ِ



عن ذكائه الواضح في نظرات عينيه ِ ،



كان يركبُ إحدى السَّـيَّارات ِ الفاخرة



ِ التي حين تمرُّ في شارع ٍ



يُظنُّ أنَّ أحدَ الشـَّـخصيَّات ِ المُهـِمَّةِ يعبرُ الشارعَ


طال وقوفه بالإشارة فالشـَّوَارعُ اليومَ مزدحمة ٌ



ولا وقت لديه فقد تأخـَّرَ على عمله ...



قطع أفكارَه طـِفـلٌ تجاوزالسبع سنوات




يمدُّ يدَ هُ الصغيرة َ بفوطة ٍصفراءَ إلى زجاج السيـَّارة ،




قد يكون ذلك منظرًا طبيعيـًّا للكثيرين




لكنـَّه رأى فيه العديدَ من ذكرياته المؤلمَة




ِ التي حاول مرارا أن يـَتـَنـَاسـاهـا



ولكن يبدو أنـَّها أكبر من النسيان ِ ....

مرّت المشاهدُ أمام عينيه ِ



،مشهدُ يوم َ تـَرَكـَـتـْهُ أمُّه لـِتهـربَ مع رجل ٍ



قيل إنـَّه عشيقـُها ،



ومشهدُ أبيه وقد أصبح رجلا آخرًا




لا يعرف ُ من الدنيا إلا اثـنـتـيـن




زجاجة الخمر الرديء وملابس أمِّه




التي يضعها أمامَه طوال الليل ِ



ساعة يضربها وساعة ً يسبُّها



وساعة ً يضاحكها ويداعبها



وساعة ً أخرى يبكي تحت قدميها متوسلا ألا تبتعد

أشفق عليه جيرانـُه فأودعوه مصحَّة ً نفسيَّة ً رخيصة ً



متبرعين بعلاجه



ألقت الحياة بذلك الطفل في براثن الزمان يتلاعب به كيفما شاء !!



مشهدُ الشارع ِ نفسه والفوطة نفسها


التي طالما غطت كفـَّيه الصغيرين



فلا يظهر منهما غير أنامله الرقيقة

والرجل الغنيّ الذي أهدى إليه قطعة حلوى فأخذها


ولم يسأل عن المقابل فلابدّ أنـَّها بدافع الشفقة ِ



وعندما تكرر إعطاؤه لقطعة الحلوى



وصاحـَبـَهـَا المال كان المقابل !!!


كان بيع الجسد وما ذلك إلا صفقة لشراء النفيس بالرخيص ...



غدَا معروفـًا لتلك الطائفة من مرضى القلوب والأجساد



الذين يتــَّخـِذونـَه ُ مشبعا لشهواتهم وأغراضهم



ولكنـَّه مسكين ٌ لم يكن يعرف حرمة ذلك ولا ضرره



ماكان يعرف غير طعم الحلوى التي تذوب بين شفتيه



بعد كلّ لقاء وجيبه الذي يمتلئ بالنقود ليشتري غيرها ...



وعندما كانت تنتهي نقوده ويشتاق إلى حلواه



كان يبحث عنهم ليعاود تقبيلها كأنـَّه زوج ٌ اشتاق لزوجته ...



ومع مرور السنوات أصبح يبحث عنهم



لا بدافع حبِّ الحلوى بل بدافع حبـَّه لهم ورغبته فيهم



فقد ماتت براءتـُه واغتيلت رجولتـُه وتلاشى حبـُّه للحلوى



فأصبح ،، أصبح لا يدري كيف أصبح ،، أصبح مريضًا !



ربما مذموما منفرا !

وبينما هو غارق حتــَّى أذنيه في ذكرياته البعيدة القريبة



فـُـتحـَت الإشارة ُ واخترقتها السياراتُ



ومازال الصبيُّ ذو السبع سنوات واقفا أمامه ،،




مدّ يده في جيبه فاهتزّ الصبيُّ فرحـً



ا ظنـًّا منه أنـَّه سيحصل على مبلغ ٍ لا بأس به ،



فطار قلبه عندما وجده يعطيه قطعة ً كبيرة ً



من ذلك النوع المعشوق من قطع ِ الحلوى ،،،،





للقاصـَّة الشـَّابـَّة : هبة أحمد




****************************




اعتذار واجب




أعتذر للصديقة هبة أحمد عن بعض التعديلات

استعباط المسئولين واستهبال الشعوب

في كتابه ( مجمعيّات ) فاجأني الدكتور كمال بشر

شيخ اللغويين العرب حفظه الله وبارك في عمره

ببعض المصطلحات الدارجة في استخدامنا اللغويّ الكلاميّ

ذات الأصل الفصيح

فذكر من الكلمات الدارجة ( استعباط ) وقال :

جاء في المعجم الوسيط :

استعبط من العباطة

والعباطة هي عدم النضج ويوصف

بها اللحم الطريّ غير الناضج

يقولون لحم عبيط أي لم ينضج بعد

وانتقل الوصف للإنسان فقيل هذا رجل عبيط

أي غير ناضج العقل والفهم

واستعبط تأتي بمعنيين

استعبط المسئولون الجماهيرَ :

أي ظنـّوا أنهم غير ناضجي الفهم والعقل

واستعبط الرجل أي ادعى عدم الفهم

كما جاء في المعجم الوسيط

لفظ استهبل ، والأهبلُ هو فاقد التمييز

يقولون استهبل الشعبُ ادعى الهبل وعدم الفهم

واستهبل العدوّ شعوبنا ظنـّهم هـُـبَـلا

كما ذكر الأزهريُّ فعل حوّش وقال :

حوّش أي جمع ، والتحويش تجميع ٌ والواحدة منه تحويشة

مثال ذلك قولك :

حوّش الرجل ماله طوال عمره في البنك

والهبش في لسان العرب يعني : الجمع والكسب

وتهبّش أي تلمّس الوسائل للحصول على الشيء المهبوش

مثال ذلك قولك هبش رجل ُ الأعمال ِ القرضَ من البنك

الذي حوّش فيه صاحب المثال السابق تحويشة العمر

وزوّغ خارج البلاد

وزوّغ كما جاء في تاج العروس اختفى فجأة

تهرُّبا من موقف معيّن

أخيرا أذكر التهويش الذي جاء في لسان العرب

بمعنى التخليط والخروج عن السويّ المألوف

من الأفعال والأقوال

يقولون :

هوّش القومُ إذا اختلطوا كذلك كل شيء خلطته فقد هوّشته

أرجو ألا يستعبطكم أحد ٌ

ولا تستعبطوا على أحد

كما أكره أن يستهبلكم أحدٌ

أو تستهبلوا أحدًا

إياكم تخافوا من التهويش

وإياكم وترك الهبّاشين يهربوا بتحويشة العمر

***********************

لاحظ :

كل ما ورد في هذا المقال جد وليس هزلا

ادعوا للدكتور كمال بشر بالصحة والعافية والبركة في العمر

في مراسم وأد قلبي

في مراسم ِ وأد قلبي

حين تأتي

والشماتة ُ في عيونك َ

ضاحـكــًا لا حزنَ تبدي

سوف أبعدعنك عيني

كي يمرَّ

اليوم ُ سهلا

دون قتل ٍ

إن تلُمني لا ألومُـك َ

غيرَ أنّي سوف أمضي

سوف أسقطـُ دمعة ً من فوق ِ خدّي

علّها تشفي غليلا

أو تهدّئ نارَ قلبي

لكن اهدأ لا تلمني

أيّ قلب في مكاني

لن يجهـِّز غيرَ قولي

كي يقوله يوم تأتي

رافعًا علمَ التـّشفــّي

في مراسم ِ وأد ِ قلبي

إن أكن أخطأتُ حقــًّا

فالخطايا والذنوب ُ

تذوبُ دومـًا

غير ذنبي

إذ عشقتك َ

إذ أمنت ُ بغيض َ مكرك

كان ذنبي في البداية والنهاية ِ

أنني يوما عشقتك

المثقفون الجهلاء والجهلاء المثقفون

الحقُّ والحقَّ أقول لكم إنّه لم يولد من الناس

من هو أحبّ إليّ من عاقل ٍ ذكيٍّ فاهم ٍ

وقد سعيت على مدار عمري القصير

الذي قرب على إتمام عقده الثاني بعد شهر

للتعرّف على أكبر عدد ممكن

من أصحاب العقول النيرة التي أضاءها الفهم


وكنت أظنّ أنّ الفهم والحكمة قد تم حجزهما للمتعلّمين


ولأصحاب المناصب العلميّة الرفيعة


وأصحاب المؤلّفات الأدبيّة والعلميّة


غير مكترث بهؤلاء الذين لم يصلوا لسُـدّة

السلطة الثقافيّة


نعم , للثقافة سلطة

ويتسلّط عليها صنفان من الناس


الصنف الأوّل من المقرّبين

لإرضائها بكتاباتهم



والصنف الآخر من أصحاب المبيعات


والترجمات الأجنبيّة لأعمالهم

وإن عادتهم الدولة

فلمّا كان ذلك كذلك فرأيت ذلك عبثا


كان عبثا أن أخرج المُـثـقـفـيـن

من دائرة

والذي نبّهني للمثـقـفـيـن الجهلاء

واحد منهم لم يتمّ تعليمَه

إلا أنـه قرأ أغلبَ روايات نجيب محفوظ

وقرأ صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي

وقرأ توفيق الحكيم ومحمد البساطي ويوسف إدريس

وقرأ طاهر

وأحمد رامي وأمل دنقل ومحمود درويش

كل هؤلاء وغيرهم

إلى جانب اطلاعه على التاريخ الإسلاميّ

والدين الإسلاميّ

رغم كونه مسيحيّـا

بالطبع لاحظت عليه حفظ أجزاء كثيرة

من القرآن والكتاب المقدس والتلمود

ويجيد اللغة القبطيّة

ويحفظ أغاني فيروز وأم كلثوم

بأسماء الكتاب والملحنين وسنة غنائها

يعرف تاريخ الطرب العربيّ منذ القرن الماضي

ذكر أمامي بعض الأغاني الخليجية والعراقية والشامية والمصريّة

فذهلت لمعرفته بهؤلاء المطربين القدامى وفهمه للهجاتهم المتباينة

كلّ ذلك بخلاف قراءاته في التراث العربيّ

وكان أوّل كتاب تراثيّ قرأه هو كليلة ودمنة

إلى جانب معرفته بالموسيقى الغربيّة القديمة والحديثة

هذا الشخص يعمل عند أبي عاملا صانعا

( صنايعي كما يقول العامّة )

أجد فيه الإنسان المثقف الذي لم أره في كثير من المثقفين

المتواجدين في الندوات والجامعات والمحافل

هذا لا يعني أنّه بلغ الحدّ الأقصى للثقافة

بل بلغ حدا من المعرفة لا بأس به على حاله هذا

لم يصل له طلاب الجامعات

وعلى النقيض

أرى في فرقتي بالكليّة وفي الكليّات الأخرى

طلابا لا يعرفون شيئا عن الثقافة ولا الأدب

ولقد فاجأني أحد زملائي حين كنت أكـلمه

قلت له لم أنم الليلة

قال لم ؟

قلت سهرت لأنهي رواية نقطة النور لبهاء طاهر

قال ومن بهاء طاهر ؟


حسبته يسخر فإذا به يقسم أنه لا يعرفه

وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

توصلت لأنّ الثقافة لها طعم جميل في فم المثقفين

تجعل من هذا الرجل البسيط العامل يحرص على شراء

الكتب والمجلات رغم ضيق الحال

لم يذقها أغلب جيلنا

احرصوا على الوصول لما وصل إليه

هذا الرجل البسيط

واحرصوا على الوصول لأعلى مما وصل إليه

لحفظ ماء الوجه

الذي أهدره تخرجنا من الجامعات

لا نعرف شيئا عن أي شيء

هذا الذي أطلبه ليس صعبًا وطريقه القراءة

وأدعو نفسي قبلكم للقراءة

لأنّي صرتُ كسولا هذه الأيّام

سؤالٌ أخيرٌ

من منكم حدد لنفسه وقتا معينًا للقراءة

يحرص عليه ولا يخالفه

ومن منكم يريد التعرّف إلى هذا الرجل الذي كتبت عنه اليوم ؟

Related Posts with Thumbnails