5
بعدما استيقظ و تحمَّمَ ، أشعل سيجارته و جلس أمام الكمبيوتر
ليتابع آخر التعليقات على مدوَّنته و مدوَّنتها ،
فضَّل البدء بتصفح صفحتها على الفيس بوك ، قرأ حالتها :
" آسفة " ،
و بعض الشباب المعلقين باستظراف و مداعبات ..
فتح مدوَّنتها فإذا بها تنشر قصةً جديدةً عن أديبة مراهقة تقول فيها :
" و عندما دخلت الكوافير ، و جاء دورها ، جلست على الكرسيِّ ،
و بدأ المصفِّفُ عمله ، كانت نظراته ذاتَ مغزى عميق
لا تعرفه سوى الذكية ذات الخبرةِ بنظراتِ الرجالِ ، ابتسمت له ،
لم يكن وسيمًا ، غير أنه فَحلٌ بما لا يدع مجالاً للشكّ ،
طولُه و عرضُه و مواصفاتُ جسدِه تـُغري بوحش على السرير !
أوووه كم أعشقُ هذا النمطَ من أجسادِ الرجال !! "
**
بعد عِدَّة نظراتٍ مُتَبادَلَة ، بدأت تمازحه و تعرِّفه بنفسها
و بكتابها الأولِ الذي قرُبَ على النفاذِ من المكتباتِ ،
وتسمح له بمداعبةِ رقبتها في استمتاعٍ بملمسِ يدهِ ،
تركت له رقمَ هاتفها بالكارت و خرجت ،،
قرأ الكارت و جسدُه ينتفضُ رغبةً ،
لم ينتظر حتى يقرأ أرقامَ هواتفها ، خرجَ وراءَها .
- ألن تعطيني نسخةً من كتابكِ يا أستاذة ؟
- سأمرُّ عليكَ غدًا به .
- غدًا ؟ أنا لن أنامَ اليومَ قبلَ قراءَتـِه .
غزتها نشوةٌ جعلتها تـَقبلُ أن يذهب معها للبيت ليأخذَ نسخةً مع توقيعها .
استغربت من جرأته عندما وجدته ممددًا ساقيه بينما ذهبت لتأتيه بنسخة الكتاب !
فهم ما تودُّ قولَه ، بدأها :
- أتذكرين إبراهيم الطيب ؟؟
- " إبراهيم الطيب ؟ " ردَّدت الاسم بنفس الدهشة و عيناها مصدومتان .
- آه .. إبراهيم الطيب ،، الله يرحم أيامك يا هيما ،، كان رجلا بحقّ .
- ماله إبراهيم ؟
- لا ، لا تخافي ، ليس به سوء ، كان عندي منذ أسبوع ،
نجلس معا على المقهى المواجه للكوافير ، لا أعرف كيف أصف لك أنه طار فرحًا
عندما رآك تمرين من أمامنا ، و تذكَّر شيئًا بينكما ، و حكاه لي ، ليس إلا لأننا أصدقاء جدًّا ،
فهو لا يفشي أسراره مع غرباء أبدًا ، حكى كلَّ التفاصيل ، كم شوَّقني لكِ !
كم أنا سعيد بمجيئك اليوم للكوافير ! أنت سعيدة الحظ اليوم .
- أوجز كلامك ، ما تريد ؟
ظهرت عليها علامات الخوف ، اصفرَّ وجهها ، و كاد ارتعادها يُسمِعَهُ صوتَ عظامِها .
- أنا معجب بكِ يا أستاذة ، و أعرفُ جيدًا أنك تحبينَ الرجل الشديد ، و تقدِّرين الرجولة !
- أنا .. أنا مرتبطة ، و علاقتي بإبراهيم انتهت منذ فترة طويلة ،
و لا أحب تذكُّرَها ، أرجوك اتركني في حالي .
- أترككِ ؟
( ظلَّ يضحكُ بعدَها مُستهزئًا حتى اقشعرَّ بدنـُها )
قطع الضحكة بقوله :
لن آخذ من وقتك الكثير يا فاتنتي ، يا عروس ليلتي هذه ،
هيَّا تعالي ( قالها مُبرِّقـًا عينيه كأنما يُهدِّدُها ) .
كانت صرخات جسدها تدفعها نحو هذا العطشان لتسقيه من حلو ريقها ،
و لتسلم له جسدها المسكين الذي يحتاج لمن يعيد البهجة لكل أجزائه ،
جسدها اشتاق للعبث ، للدغدغة ، للذوبان !
***
كانت كلُّ كلماتها تصدم أشياء داخلي ، تصدم ذكرى ، تصدم عاطفة أو مشهدًا ،،
أذكر أنني حين انتبهت على رنين المحمول ، كان قد مرَّ وقت طويل ،
و أنا مُصَوِّبٌ عينيَّ في مُدَوَّنتها ، كالغائب السكران كنت أحدثها ،
بصوتٍ ينطق بعمق الجرح ، بهمسٍ يعلن مدى الانكسار ...
دنيا : مالك يا حبيبي ؟
- بخير .. جميلةٌ قِصَّـتُكِ الجديدةُ .
- قرأتَها ؟ " بدا على صوتها أنها أُخِذَت "
- متى حدث ذلك يا دنيا ؟
- أيّ شيء ؟ تقصد متى كتبتُ القِصَّةَ ؟ بالأمس .
- متى حدث ذلك يا دنيا ؟
- أنا لا أفهمك يا خالد !
- إذًا دعيني الآن ، سأتصلُ بكِ عندما أهدأ ..
بعد ساعة من الانهماك في البكاء الهيستيريِّ و الدخان و الدموع و إعادة قراءة القِصَّة ،
أتتني رسالة على المحمول منها ، نصُّها :
" أنا آسفة يا خالد ، أخطأتُ في حقكَ ، سامحني ، أنا في مصيبة لا تتخلى عني أرجوك "
كانت القِصَّةُ لا توضِّحُ سوى استمتاعها بالرجل الأربعينيِّ ، و خوفها من عِلمِ حبيبها بخيانتها .
اتَّصلتُ لأسألها عمَّ تصفه بالمصيبة ، صدَّرت البكاءَ مكالمتها ،
ترتعد و هي تقول :
خالد ، هذا الحيوان الذي أخطأت معه يهددني بفضحي ، و يطلب مني ثمن سكوته ..
خالد ، أنا مرعوبة .
ثم تروح في موجة بكاء هادرة !
*****
انتظروا الفصول الباقية بإذن الله قريبا ...
أحمد سعيد ( آدم الدرعمي )
هناك تعليقان (٢):
العزيز ادم
بعد التحية
انا قرأت الأجزاء الفائتة وكنت اؤخر تعليقي لأخر جزء عل الاجزاء القادمة ترفع من وقع القصة قليلا
دمت مبدعا
تايه في وسط البلد
الصديق الحبيب و الأخ العزيز
فهمت قصدك
و لنا أن ننتظر النهاية معا
لنبدأ في النقاش بإذن الله
فقط نسألك الدعاء بالتوفيق
تحياتي لك و لصاحبنا المنشغل عنا
دمت صديقا عزيزا و أخا ناصحا
آدم
إرسال تعليق