قطعة حلوى
في أحد أيام الصيف شديد الحرّ
التي يشعر فيها المرء بأنّ الشمس
على مقربة ميل ٍ واحد ٍ
وتكون الشوارع متكدّسة بالرؤوس البشريّة ِ
التي تتصبَّـبُ عرقـًا ،
في إحدى إشارات المرور ِ دائمة التــَّوَقــُّـف ِ
كان هناك شابٌّ يافعٌ في الثلاثين من عمره أو أقلّ ،
كان شديدَ الوسامة تنمُّ عيناه الزرقاوتان
اللتان تتوسطان وجهًا مُشرقـًا وشعرًا لامعَ السَّواد ِ
عن ذكائه الواضح في نظرات عينيه ِ ،
كان يركبُ إحدى السَّـيَّارات ِ الفاخرة
ِ التي حين تمرُّ في شارع ٍ
يُظنُّ أنَّ أحدَ الشـَّـخصيَّات ِ المُهـِمَّةِ يعبرُ الشارعَ
طال وقوفه بالإشارة فالشـَّوَارعُ اليومَ مزدحمة ٌ
ولا وقت لديه فقد تأخـَّرَ على عمله ...
قطع أفكارَه طـِفـلٌ تجاوزالسبع سنوات
يمدُّ يدَ هُ الصغيرة َ بفوطة ٍصفراءَ إلى زجاج السيـَّارة ،
قد يكون ذلك منظرًا طبيعيـًّا للكثيرين
لكنـَّه رأى فيه العديدَ من ذكرياته المؤلمَة
ِ التي حاول مرارا أن يـَتـَنـَاسـاهـا
ولكن يبدو أنـَّها أكبر من النسيان ِ ....
مرّت المشاهدُ أمام عينيه ِ
،مشهدُ يوم َ تـَرَكـَـتـْهُ أمُّه لـِتهـربَ مع رجل ٍ
قيل إنـَّه عشيقـُها ،
ومشهدُ أبيه وقد أصبح رجلا آخرًا
لا يعرف ُ من الدنيا إلا اثـنـتـيـن
زجاجة الخمر الرديء وملابس أمِّه
التي يضعها أمامَه طوال الليل ِ
ساعة يضربها وساعة ً يسبُّها
وساعة ً يضاحكها ويداعبها
وساعة ً أخرى يبكي تحت قدميها متوسلا ألا تبتعد
أشفق عليه جيرانـُه فأودعوه مصحَّة ً نفسيَّة ً رخيصة ً
متبرعين بعلاجه
ألقت الحياة بذلك الطفل في براثن الزمان يتلاعب به كيفما شاء !!
مشهدُ الشارع ِ نفسه والفوطة نفسها
التي طالما غطت كفـَّيه الصغيرين
فلا يظهر منهما غير أنامله الرقيقة
والرجل الغنيّ الذي أهدى إليه قطعة حلوى فأخذها
ولم يسأل عن المقابل فلابدّ أنـَّها بدافع الشفقة ِ
وعندما تكرر إعطاؤه لقطعة الحلوى
وصاحـَبـَهـَا المال كان المقابل !!!
كان بيع الجسد وما ذلك إلا صفقة لشراء النفيس بالرخيص ...
غدَا معروفـًا لتلك الطائفة من مرضى القلوب والأجساد
الذين يتــَّخـِذونـَه ُ مشبعا لشهواتهم وأغراضهم
ولكنـَّه مسكين ٌ لم يكن يعرف حرمة ذلك ولا ضرره
ماكان يعرف غير طعم الحلوى التي تذوب بين شفتيه
بعد كلّ لقاء وجيبه الذي يمتلئ بالنقود ليشتري غيرها ...
وعندما كانت تنتهي نقوده ويشتاق إلى حلواه
كان يبحث عنهم ليعاود تقبيلها كأنـَّه زوج ٌ اشتاق لزوجته ...
ومع مرور السنوات أصبح يبحث عنهم
لا بدافع حبِّ الحلوى بل بدافع حبـَّه لهم ورغبته فيهم
فقد ماتت براءتـُه واغتيلت رجولتـُه وتلاشى حبـُّه للحلوى
فأصبح ،، أصبح لا يدري كيف أصبح ،، أصبح مريضًا !
ربما مذموما منفرا !
وبينما هو غارق حتــَّى أذنيه في ذكرياته البعيدة القريبة
فـُـتحـَت الإشارة ُ واخترقتها السياراتُ
ومازال الصبيُّ ذو السبع سنوات واقفا أمامه ،،
مدّ يده في جيبه فاهتزّ الصبيُّ فرحـً
ا ظنـًّا منه أنـَّه سيحصل على مبلغ ٍ لا بأس به ،
فطار قلبه عندما وجده يعطيه قطعة ً كبيرة ً
من ذلك النوع المعشوق من قطع ِ الحلوى ،،،،
للقاصـَّة الشـَّابـَّة : هبة أحمد
****************************
اعتذار واجب
أعتذر للصديقة هبة أحمد عن بعض التعديلات
هناك ٢٣ تعليقًا:
احييك على امانة النشر
وحقا انها قصة واقعية مؤلمة
عزيزي آدم
أخشي أنها قصة تتكرر وفي ظروف أسوأ.
حقاً هي قصة رائعة,انما هي واقع مرير.
تحياتي لك لأمانة النشر.
أسامة
أختنا موناليزا
شكرا
وهذا واجب عليّ
والأحق بالثناء طبعا
هبه أحمد الرائعة
تحياتي
آدم
مصري
بالطبع كما قلت هي رائعة
والواقع أسوأ للأسف
أرجو ألا تتكرر واقعة قطعة الحلوى
واحذر يا أسامة ولا تنخدع في قطع الحلوى
ههههههههههه
تحياتي لك ولمرورك الكريم
آدم
القصة حلوة
تحياتي لهبة وليك يا ادم
قص حلوة الاسلوب
لكنها تترك مرارة فى الحلق
وغصة فى القلب !!!
وواضح ان كاتبتها صاحبة قلم مبدع
وانتقاء جيد منك ادم
مبروك على الاستايل
وبالتوفيق
قص حلوة الاسلوب
لكنها تترك مرارة فى الحلق
وغصة فى القلب !!!
وواضح ان كاتبتها صاحبة قلم مبدع
وانتقاء جيد منك ادم
مبروك على الاستايل
وبالتوفيق
مصطفى ريان
شرفتنا بالزيارة
والحمد لله إنها عجبتك
ابسطي يا أستاذة هبه
الأستاذ مصطفى ريان
قال القصة حلوة تبقى حلوة
تحياتي لك
آدم
نهر الحب
بالطبع أسلوب هبه أحمد جميل
والموضوع مهم للغاية
عشان كده عاوزين نتحرك
عشان قطع الحلوى بتغير البشر
فلازم نحارب قطع الحلوى
شدي حيلك معانا
فعلا أنا شوفت قلمها لقيته مبدع جدا
حتى شكله شيك
الله يبارك فيكي
بس خدي بالك مبارك مش مبروك
مبارك من البركة
مبروك من البرك
زي برك الجمل على الأرض كده
تحياتي لنهر الحب العذب
آدم
بكتني وانا عينيا وارمة من البكا
حماتي ملااااااااااااااك
المدونة منورة بزيارتك
ألف سلامة على القمر من الورم
ومن البكا
احنا كان قصدنا التنبيه للوضع اللي ممكن يوصله الأولاد اللي أهلهم مش مهتمين بيهم وسايبينهم في الشوارع
ليمثلوا قنبلة موقوته
بعضهم قد يتم استغلاله جنسيا
بعضهم قد يتم تحويله لإرهابي
أو أي شيء تاني
لازم حل
فكروا معانا في حل
تحياتي
آدم
قصة موجعة تستمد قسوتها من كونها شديدة الواقعية للأسف
كلما رأيت طفلا من هؤلاء..تمزق قلبي وجعا لما ينتظره من ظلمات وظلم
تحياتي
اختيار جميل وبجد قصة فى منتهى الروعة وربنا يستر على ابنائنا وبجد موضوع حيوى وتنبية رائع
تحياتى لك
DR . ROUFY
في الحقيقة
إنها واقعية بشدة
دا اللي جذبني ليها بعنف
سلامة قلبك
بجد عاوزين حلول عملية للمشكلة
عشان حرام اللي الولاد دول فيه
تحياتي لمرورك الكريم
آدم
رئيسة حزب الأحلام
شكرا لتشريفك للمدونة
فعلا القصة جميلة ورائعة
تسلم إيدك يا هبة أحمد
و ربنا يستر على ولادنا
بس عشان يسترهم
مفروض احنا ناخد بالنا
الكورة لسة في ملعبنا
متندفعش المرأة لنزوتها
ميغيبش الراجل عقله
ميستغلش حد الظروف السيئة لحد
حافظوا على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم
يرحمنا ويرحمكم الله
ويسترنا ويستركم الله
تحياتي
رئيسة حزب الأحلام
آدم
احييك علي اختيارك
وعلي القضية التي قررت تبنيها
حلوة قوى القصه بجد
بس على فكرة مش كلهم هو ده السبب يا ادم ساعات حاجات تانيه خيال فى دماغهم فهمت حاجه
تايه في وسط البلد
التحية لك
وللكاتبة المبدعة صاحبة العمل
ناقل الأدب ليس بأديب
أما عن القضية فأسأل الله أن يعيننا على فعل الخير في هذه القضية
مرور كريم مقبول
مردهالك في البوستات
آدم
APPY
شكرا لمرورك المميز
بالطبع مش كلهم ده السبب
القصة بترصد ظاهرة
من ناحية وزاوية معينة
الخيال اللي عند البعض بيكون
تخفيف عن النفس يعني بيهونوا على نفسهم
تحياتي
آدم
السلام عليكم
قصة صعبة قوي ومؤلمة جدا
ربنا يلطف بينا وبالاطفال المساكين
اللي بتغتال براءتهم من غير حول منهم ولا قوة
أمل
للأسف هي مؤلمة لأنها بتوصف بعض الواقع الأكثر صعوبة
زي ما قلت من قبل
عشان يلطف ربنا بينا وبالأطفال المساكين
لازم نشوف حل باليد لا بالدعاء
كويس إنك قولتي من غير حول نتهم ولا قوة
عشان ناخد بالنا إنهم لما يكبروا وهم لسة مساكين
ولا حول ولا قوة بهم ولا لهم
فشفقتنا لوحدها مش هتعالجهم
نتكاتف ونساعدهم أحسن من مصمصة الشفاه عليهم
مش قاصدك يا أمولتي بمصمصة الشفاه
عارف إنك صادقة في مشاعرك
بس بجد كلنا تحركاتنا تجاههم غير إيجابية
بل تضرهم
اللهم أعننا وساعدنا لكي نساعدهم
تحياتي لمرورك الكريم
آدم
السلام عليكم
ادم
عدت وعادت وعدنا رغما عنا معكم
المهم السرد جميل والاسلوب شاعرى ( افتكرتها قصيدةالاول)
اللغة مباشرة صريحة من غير لف ولادوران
بس فيها تقريرية مبالغ فيها حبه واحدة مش حبتين
هبةاحمد شكلها كدة والله اعلم بيها قاصة جيدة وشاعرة برضة ولا ايه
المهم التحية ليها على القصة
وبعدين وضح التعديلات بتاعتك على القصة علشان نحكم كويس عليها
وبعدين الموضوع هنقول ايه تانى رأيى قلته وهقوله تانى
العلاج فإن أبوا العقاب
وتكاتف الجهود والخطوات الجادة ودور المسئولين
وكفاية كدة
والمفروض الدولة تمنع الحلوى علشان بتسوس الاسنان وتمنع العربيات والاولاد والبنات وتمنع الخلفة اصلا دلوقتى بالتحديد
اتمنى تكون فهمت الجزئية الاخيرة
تحياتى
عرفة
وعليكم السلام ورحمة الإله
عودٌ أحـمد ٌ حـميد ٌ مـحمود ٌ مـحمّدٌ
بالطبع تعديلاتي
بسيطة
نحوية
لم أتدخل في النص من قريب أو بعيد
تحياتي لمرورك الكريم
آدم
إرسال تعليق