الــهــِـــجـــرَة

اعتراف ومكاشفة قبل قراءة النص

أقـدِّر تماما الصدمة التي جعلتكم تـتهافـتـون على تجريحي

وأعذر الرافضين والمعترضين

ولكني لا أسامح الأحباب الذين سبوا وشتموا

ولم يتوانوا عن تجريحي وتناسوا صداقـتي وتنكروا لها

كما أشعر بالفخر لأني أعرف أشخاصا ساندوني

وذكــَّـروا الذين كنت أعدهم _ غباءًا_ أصدقاء

بشخصيتي وفكري واتجاهي وعقلي

أشكر كل المعلقين الذين التزموا الأدب واللياقة

الذين علقوا بالرفض والقبول على حد سواء

ما داموا قد عبروا باحترام عن رفضهم أو قبولهم

وأخيرا أذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله

ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها

فهجرته إلى ما هاجر إليه

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

********************

كانا في ليلتِـهما الغبراء هاربيـْـن تائِـهيـْـن خائِـفـيـْـن


غريبيـْـن عن ذلكَ المكان الذي فــَــرَّا إليهِ ،


كانَ مُـظلمًا رغمَ كلِّ المَصَابيح التي أحاطتهُـما


كانَ ضيـِّـقــًا صعبـًا مليئـًا بالحفر ،


وإن بَـدَا مُـمَـهـَّـدًا واسعـًا لغيرهما ،


فرَّا ليكونا بعيديـْن عن أعين الناس


الذين أكملوا معهـُـما رحلتــَهُـما فما فارقوهما


إلا أنـَّهما استطاعا اختطافَ قــُـبلةٍ


على حين غفلةٍ من هذا الكون ومن فيه ،،


في وسطِ الطريق ارتشفا رحيقَ بعضهما واستدارا راجعين


لمَّا رأوْ ذلكَ الكهلَ الجالسَ على كـُـرسِــيِّهِ العتيق ينظرُ إليهما ،


غلبَهـُـما الحياءُ واختـَـلطتْ مشاعرُ الخوفِ والحبِّ والاحتياج والعنادِ


ونفادِ الصبر على هذه الظروفِ


التي حالتْ بينهـُـما وبينَ عشًّ صغير ٍ


يجمعهـُـما يحميهـُـما من نظراتِ الرجل الكهل


ومن أعين الشابِّ الذي قدَّمَ إليهـِـما القهوةَ على المقهى ،


عـُــشٍّ يستطيعان فيهِ ممارسة َ الاقترابِ بغير رهبةٍ ولا تلفــُّـتٍ ،


يستطيعان فيهِ مُـمارسة َ تأمـُّـل ملامحهما دونَ ذعر


يستطيعان فيه خلعَ أقنعتهـِـما التي اعتادا ارتداءَها


لإخفاءِ ضعـفِـهما وخوفِـهـِـما وقـلقـِـهـِـما


واحتياجـِـهـِـما للحـُـنـُـوِّ والعطفِ والضَّـــمّ


دَخلا في غاريْــهـِـما بعدَ فــَـقــْــدِ الأمل في الوصول


إلى ذلكَ العـُـشِّ في هذا التـَّـوقـيتِ وفي هذهِ الظروفِ

قـالت : لا تحزن إنَّ الحبَّ معنا

قال : لـئِـن لمْ يهدنِـي حـُـبـِّـي


لأكـُـونـَـنَّ مِـنَ القـوْم النـَّـاقــِـمِـينَ المـُـنتـَـقِــمـِــيـنَ


قالت : ما بالك باثنين الحب جامعهما ؟؟


قال : لا يــُـهزمان


قالت : فأبشر خيرًا


إنهم قريبونَ ، ما بيننا وبينهم خطواتٌ


ولكنه العنكبوتُ


الذي نسجَ على أعينِـهم خيوطــَـه فأعماهم عنــَّـا


ولو رَأوْنــَـا لقـتـلونا


قال : علمتُ بأنَّ حـُـبــِّـي بيدِكِ أنتِ فاطمأنَّ قلبي


قالت : علمتُ بأنَّ قلبي لن يأخذهُ غيرُكَ


فأقـسمتُ ألا أضيـِّـعَ عليَّ لحظة دونَ حـُـبـِّـكَ


علمتُ أنَّ جسدِي لن يمَسَّـهُ غيرُكَ


فأقـسمتُ ألا يراهُ غيرُكَ


علمتُ أنَّ الناسَ قد اجتمعوا على ألا نجتمعَ

فأقـسمتُ أنـَّـا لن نفتــَـرقَ أبدًا


علمتُ أنــَّـكَ تحتاجـُـني الآن كما أحتاجـُـكَ


فأقـسمتُ أن أشبعـَـكَ حـُـبـًّـا فلـيـطـمـئـِــن قـلـبــُـكَ


فلا تحزن

Related Posts with Thumbnails